سورة النساء - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النساء)


        


يود: يتمنى: لو تسوَّى بهم الأرض: إن يدفنوا وتسوى عليهم الأرض.
ثم يختم سبحانه وتعالى الأوامر والنواهي المتقدمة بمشهد من مشاهد القيامة، ويحسم موقفهم فيه، ويرسم حركة النفوس والمشاعر كأنها شاخصة مترحكة فيقول:
فكيف يكون حال هؤلاء البخلاء المتكبّرين والمعرِضين عما أمر الله به، إذا جئنا يوم القيامة بكل نبيّ شهيداً على قومه، وجئنا بك يا محمد شهيدا على قومك أيضاً؟.
{يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الذين كَفَرُواْ...}
في ذلك اليوم يتمنّى الّذين كفرو وعصَوا الرسول فلم يتّبعوا ما جاء به، لو يُدفنون في الأرض كما تدفن الأموات، وتسوّى بهم الأرض. وكما جاء في سورة النبأ {وَيَقُولُ الكافر ياليتني كُنتُ تُرَاباً}.
{وَلاَ يَكْتُمُونَ الله حَدِيثاً}
فإنهم يتمنّون ان يكون ترابا، ولا يكونوا قد كتموا الله وكذبوا أمامه على أنفسهم بإنكارهم شِركهم وضلالهم، كما وضَح ذلك في قوله تعالى في سورة الأنعام..
{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الذين كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ والله رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ انظر كَيْفَ كَذَبُواْ على أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ}
قراءات:
قرأ حمزة والكسائي {تَسْتَوى} بفتح التاء والسين المخففة. وقرأ نافع وابن عامر {تسوى} بفتح التاء وتشديد السين والواو المفتوحتين. والباقون {تسوى} كما هو هنا بضم التاء.


الغائط: الموضع المنخفِض من الأرض. كان العرب إذا أراد أحدهم قضاء الحاجة عمَد في ذلك إلى مكان منخفض. فصاروا يكنّون عن قضاء الحاجة، بالخروج إلى الغائط. لامستم النساء: جامعتم. تَيمّموا: اقصدوا. الصعيد: وجه الأرض.
هذه هذ الآية الثانية التي تنزل في الخمر فقد كانت الخمر متفشّية في المجتمع الجاهلي، فنزل تحريمها تدريجيا. وهناك روايات عديدة في سبب نزول هذه الآية، فمنها ما رواه أبو داود والترميذي عن علي بن أبي طالب قال: «صنع لنا عبدُ الرحمن بن عوف طعاماً، فدعانا وسقانا من الخمر فأخذتْ منّا. وحضرت الصلاةُ فقدَّموني فقرأتُ {قل يا أيها الكافرون لا أعدب ما تعبدون، ونحن نعبد ما تعبدون} فنزلت الآية».
ومعناها: يا أيها الذين آمنوا لا تصلّوا وأنتم في حال السُّكر الذي لا يَدري معه المصلّي ما يقول. فالصلاة وقوفٌ بين يدي الله، فيجب ان يكون المصلّي صاحياً ليتدبر القرآن والذِكر فيما يقول. ثم قال: {وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ}، أي لا تصلُّوا وأنتم جُنب، ولا تدخلوا المساجدَ وأنتم جُنُبٌ إلا عباري الطريق، حتى تطَّهَّروا. ولما كانت الصلاة فريضةً موقوتة يجب تأديتها في وقتها، وكان الاغتسال من الجنابة يتيسَّر في بعض الحالات ويتعذر في بعضها الآخر فقد رخَّص الله ترك استعمال الماء والاستعاضةَ عن الماء بالتيمم، فقال ما معناه:
وان كنتم مرضى لا تستطيعون استعمال الماء، خشيةَ زيادة المرض أو تأخير البُرء، أو مسافرين يشقّ عليكم وجودُ الماء فاقصدوا الصعيدَ الطيب، وهو كلُّ ما على الأرض، فلو لمس حجراً كفاه عند بعض الأئمة. وكذلك إذا قضى أحدُكم حاجتَه، أو باشرتم النساء ولم تجدوا ماءً، فعليكم بالتراب: اضربوا به أيديَكم وامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ثم صلّوا ان الله يحب التيسير على عباده.
ومذهبُ الإمام محمد عبده في تفسير: {وان كنتم مرضى أو على سفر} أن السفر عذرٌ يبيح التيمُّم، وُجد الماء أو غاب، وذلك لان الآية صريحة بذلك. ومثله قال حسن صدّيق خان في تفسير هذه الآية وهذا نص كلامه: المعنى ان حُكم المريض والمسافر إذا أراد الصلاة كحكْم المحدِث حدثاً أصغر أو ملامسِ النساء ولم يجد الماء، فعلى كل هؤلاء التيمم.
قراءات: قرأ حمزة والكسائي: {لمستم النساء}.


ألم تعجب يا محمد من هؤلاء الذين أُعطوا حظاً من معرفة الكتب السابقة كيف حُرموا الهداية وتبعوا الضلالة، يختارونها لأنفسهم، ويريدون لكم ان تضِلّوا طريق الحق القويم أيها المؤمنون. إنهم دائبون على الكيد لكم، ليردوكم عن دينكم ان استطاعوا. والله أعلم منكم بمن هم أعداؤكم الحقيقيون، وأخبرُ بما تنطوي نفوسهم، لكنه يحميكم ويكفيكم اعداءكم. فلا تطلبوا الولاية من غيره ولا النصر من سواه، بل اتّبعوا دينكم ولا تستعينوا الا بربكم.

7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14